منتديات العربى الأفضل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات العربى الأفضل

منتديات العربى الأفضل***لكل باحث عربى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول













 

 حكاية « فـأر » تحوّل إلى « نـمر »

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أسدالغابة
Admin
أسدالغابة


عدد المساهمات : 205
تاريخ التسجيل : 11/03/2009
العمر : 40
الموقع : https://al3rby.alafdal.net

حكاية « فـأر » تحوّل إلى « نـمر » Empty
مُساهمةموضوع: حكاية « فـأر » تحوّل إلى « نـمر »   حكاية « فـأر » تحوّل إلى « نـمر » I_icon_minitimeالأحد مارس 27, 2011 12:42 pm

حكاية « فـأر » تحوّل إلى « نـمر »
بقلم د. محمود عمارة - 08 . 03 . 2010




« بلد » مساحته تعادل مساحة محافظة الوادي الجديد في مصر « 320 ألف كيلو متر مربع » ... و عدد سكانه 27 مليون نسمة أي ثلث عدد سكان المحروسة ... كانوا حتى عام 1981 يعيشون فى الغابات ، و يعملون فى زراعة المطاط ، و الموز ، و الأناناس ، و صيد الأسماك ... و كان متوسط دخل الفرد أقل من آلف دولار سنوياً ... و الصراعات الدينية « 18 ديانة » هي الحاكم ... حتى أكرمهم الله برجل أسمه « Mahadir Bin Mohamat‏ » ، حسب ما هو مكتوب في السجلات الماليزية ... أو « مهاتير محمد » كما نسميه نحن ... فهو الإبن الأصغر لتسعة أشقاء ... والدهم مدرس ابتدائي راتبه لا يكفي لتحقيق حلم إبنه « مهاتير » بشراء عجلة يذهب بها إلى المدرسة الثانوية ... فيعمل « مهاتير » بائع « موز » بالشارع حتى حقق حلمه ، و دخل كلية الطب في سنغافورة المجاورة ... و يصبح رئيساً لإتحاد الطلاب المسلمين بالجامعة قبل تخرجه عام 1953 ... ليعمل طبيباً في الحكومة الإنكليزية المحتلة لبلاده حتى استقلت « ماليزيـا » في عام 1957 ، و يفتح عيادته الخاصة كـ « جراح » و يخصص نصف وقته للكشف المجاني على الفقراء ... و يفوز بعضوية مجلس الشعب عام 1964 ، و يخسر مقعده بعد خمس سنوات ، فيتفرغ لتأليف كتاب عن « مستقبل ماليزيا الإقتصادي » في عام 1970 ... و يعاد انتخابه «سيناتور» في عام 1974 ... و يتم اختياره وزيراً للتعليم في عام 1975 ، ثم مساعداً لرئيس الوزراء في عام 1978 ، ثم رئيساً للوزراء في عام 1981 ، أكرر فى عام 1981 ، لتبدأ النهضة الشاملة التي قال عنها في كلمته بمكتبة الإسكندرية إنه استوحاها من أفكار النهضة المصرية على يد محمد علي ... فماذا فعل « الجراح الماليزي » ؟







أولاً : رسم خريطة لمستقبل ماليزيا حدد فيها الأولويات و الأهداف و النتائج ، التي يجب الوصول إليها خلال 10 سنوات ... و بعد 20 سنة ... حتى عام 2020 !!!

ثانياً : قرر أن يكون التعليم و البحث العلمي هما الأولوية الأولى على رأس الأجندة ، و بالتالي خصص أكبر قسم في ميزانية الدولة ليضخ في التدريب و التأهيل للحرفيين ... و التربية و التعليم ... و محو الأمية ... و تعليم الإنكليزية ... و في البحوث العلمية ... كما أرسل عشرات الآلاف كبعثات للدراسة في أفضل الجامعات الأجنبية ...
فلماذا « الجيش » له الأولوية و هم ليسوا في حالة حرب أو تهديد ؟
و لماذا الإسراف على القصور و دواوين الحكومة و الفشخرة و التهاني و التعازي و المجاملات و الهدايا ... طالما أن ما يحتاجه البيت يحرم على الجامع ؟



ثالثاً : أعلن للشعب بكل شفافية خطته و استراتيجيته ، و أطلعهم على النظام المحاسبي الذي يحكمه مبدأ الثواب و العقاب للوصول إلى « النهضة الشاملة » ، فصدقه الناس و مشوا خلفه ليبدأوا « بقطاع الزراعة » ... فغرسوا مليون شتلة « نخيل زيت » في أول عامين لتصبح ماليزيا أولى دول العالم في إنتاج و تصدير « زيت النخيل » !!!


ففي قطاع السياحة ... قرر أن يكون المستهدف في عشر سنوات هو 20 مليار دولار بدلاً من 900 مليون دولار عام 1981 ، لتصل الآن إلى 33 مليار دولار سنوياً ... و ليحدث ذلك ، حوّل المعسكرات اليابانية التي كانت موجودة من أيام الحرب العالمية الثانية إلى مناطق سياحية تشمل جميع أنواع الأنشطة الترفيهية و المدن الرياضية و المراكز الثقافية و الفنية ... لتصبح ماليزيا « مركزاً عالمياً » للسباقات الدولية في السيارات ، و الخيول ، و الألعاب المائية ، و العلاج الطبيعي ، و... و... و...


و في قطاع الصناعة ... حققوا في عام 1996 طفرة تجاوزت 46% عن العام السابق بفضل المنظومة الشاملة و القفزة الهائلة في الأجهزة الكهربائية ، و الحاسبات الإلكترونية.

و في النشاط المالي ... فتح الباب على مصراعيه بضوابط شفافة أمام الإستثمارات المحلية و الأجنبية لبناء أعلى برجين توأم في العالم ... بتروناس ... يضمان 65 مركزاً تجارياً في العاصمة كوالالمبور وحدها ... و أنشأ البورصة التي وصل حجم تعاملها اليومي إلى ألفي مليون دولار يومياً.


و أنشأ أكبر جامعة إسلامية على وجه الأرض ، أصبحت ضمن أهم خمسمائة جامعة في العالم يقف أمامها شباب الخليج بالطوابير ، كما أنشأ عاصمة إدارية جديدة Putrajaya بجانب العاصمة التجارية « كوالالمبور » التي يقطنها الآن أقل من 2 مليون نسمة ، و لكنهم خططوا أن تستوعب 7 ملايين عام 2020 ، و لهذا بنوا مطارين و عشرات الطرق السريعة تسهيلاً للسائحين و المقيمين و المستثمرين الذين أتوا من الصين و الهند و الخليج و من كل بقاع الأرض ، يبنون آلاف الفنادق بدءًا من الخمس نجوم حتى الموتيلات بعشرين دولار فى الليلة !!!





بإختصار ... إستطاع الحاج « مهاتير » من عام 1981 إلى عام 2003 أن يحلّق ببلده من أسفل سافلين لتتربع على قمة الدول الناهضة التي يشار إليها بالبنان ، بعد أن زاد دخل الفرد من 100 دولار سنوياً في عام 1981 عندما تسلم الحكم إلى 16 ألف دولار سنوياً ... و أن يصل الإحتياطي النقدي من 3 مليارات إلى 98 ملياراً ، و أن يصل حجم الصادرات إلى 200 مليار دولار ، فلم يتعلل بأنه تسلم الحكم فى بلد به 18 ديانة ، و لم يعاير شعبه بأنه عندما تسلم الكرسي فى عام 1981 كان عددهم 14 مليوناً و الآن أصبحوا 28 مليوناً ، و لم يتمسك بالكرسي حتى آخر نفس أو يطمع فى توريثه لأبنائه ...

في عام 2003 و بعد 21 سنة ، قرر بإرادته المنفردة أن يترك الجمل بما حمل ، رغم كل المناشدات ، ليستريح تاركاً لمن يخلفه « خريطة طريق » و « خطة عمل » إسمها « عشرين .. عشرين » .. أي شكل ماليزيا عام 2020 و التي ستصبح رابع قوة إقتصادية في آسيا بعد الصين ، و اليابان ، و الهند.


لهذا سوف يسجل التاريخ ... « أن هذا الرجل المسلم » لم ترهبه إسرائيل التي لم يعترفوا بها حتى اليوم ، كما ظل ينتقد نظام العولمة الغربي بشكله الحالي الظالم للدول النامية ، و لم ينتظر معونات أمريكية أو مساعدات أوروبية ، و لكنه اعتمد على الله ، و على إرادته ، و عزيمته ، و صدقه ، و راهن على سواعد شعبه و عقول أبنائه ليضع بلده على « الخريطة العالمية » ، فيحترمه الناس ، و يرفعوا له القبعة !!!


و هكذا تفوق « الطبيب الجراح » بمهارته و حبه الحقيقى لبلده و استطاع أن ينقل ماليزيا التى كانت « فأراً » إلى أن تصبح « نمراً » آسيوياً يعمل لها ألف حساب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://al3rby.alafdal.net
 
حكاية « فـأر » تحوّل إلى « نـمر »
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات العربى الأفضل :: المنتديات الادبية :: منتدى النثر والحكمة-
انتقل الى: