قال الامام علي:
الرجال أربعة: رجل يدري ويدري أنه يدري فذلك عالم فأعرفوه
ورجل يدري ولا يدري أنه يدري ... فذلك غافل فأيقظوه
ورجل لا يدري ويدري أنه لا يدري ... فذلك جاهل فعلموه
ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري ... فذلك مائق (أحمق) فأجتنبوه
لو كنت تعلم ما اقول عذرتني
أو كنت أجهل ما تقول عذلتكا
لكن جهلت مقالتي فعذلتني
وعلمت انك مائق فعذرتكا
اليكم القصيدة الزينبية المنسوبة للامام علي وفيها انفس المدائح والمواعظ
القصيدة الزينبية
صرمتْ حبالكَ بعـــدَ وصلكِ زينبُ ... والدهـــــــــــــــرُ فيه تصرمٌ وتقلبُ
نشــــــــرتْ ذوائبها التي تزهو بها ... ســـــــــوداً ورأسكَ كالنعامةِ اشيبُ
واستنفــــــــــرت لما رأتك وطالما ... كانت تحــــــــــن إلى لقاك وترهب
وكـــــــــــذاك وصل الغانيات فإنه ... آل ببلقعــــــــــــــــــــــة وبرق خلب
فــــــــــدع الصبا فلقد عداك زمـانه ... وازهــــــد فعمرك منه ولى الأطيب
ذهب الشباب فماله مـــــــــن عودة ... واتى المشيب فاين منـــــــه المهرب
ضيف ألم إليك لم تحـــــــــــــفل به ... فترى له اسفا ودمعــــــــــــا يسكب
دع عنك ما قد فات في زمن الصبا ... وأذكـــــــــر ذنوبك وابكها يا مذنب
واخش مناقشة الحســــــــــاب فإنه ... لا بد يحصي ما جنيت ويكـــــــتب
لم ينـــــــــــسه الملكان حين نسيته ... بل أثبتاه وأنـت لاه تـــــــــلـــــعب
والروح فيك وديعـــــــــة اودعتها ... ستردها بالرغـــــــــم منك وتسلب
وغرور دنياك التي تســــــعى لها ... دار حقيقتها متاع يــــــــــــــــذهب
والليل فاعلم والنــــــــهار كلاهما ... أنفاسنا فيها تعد وتحـــــــــــــــسب
وجميع ما حصلته وجمــــــــــعته ... حقا يقينا بعــــــــــــدَ موتك ينهب
تبا لدار لا يــــــــــــــــدوم نعيمها ... ومشيدها عما قليل يخـــــــــــرب
فاسمـــــع هديت نصائحا أولاكها ... بر لبيب عـــــــــــــــــــاقل متأدب
صحب الزمان وأهـــله مستبصرا ... ورأى الأمـــــور بما تؤوب وتعقب
أهدى النصيحة فاتعظ بمــــــــقالة ... فهو التقي اللوذعـــــــــي الأدرب
لا تأمن الدهـــــــر الصروف فإنه ... لا زال قدما للرجـــــــــــال يهذب
وكذلك الأيام في غــــــــــــداوتها ... مــــــرت يــذل لها الأغر الأنجب
فعليك تقوى اللــــــــه فالزمها تفز ... إن التقي هـــــــــــو البهي الأهيب
وأعمل لطاعته تنل منه الرضـــا ... إن المطـــــــــــــــــيع لربه لمقرب
واقنع ففي بعض القناعة راحـــة ... واليأس مما فات فهــــــــــو المطلب
واذا طعمت كسيت ثــــوب مذلة ... فلقــــــــــد كسي ثوب المذلة أشعب
وتوق مــــــن غدر النساء خيانة ... فجميعهن مكــــــــــــائد لك تنصب
لا تأمــــــــن الأنثى حياتك إنها ... كالأفعـــــــــــوان يراع منه الأنيب
لا تأمــــــــن الأنثى زمانك كله ... يوما ولو حلفت يمينا تكــــــــــــذب
تغري بطيب حديثها وكـــلامها ... واذا سطت فهـــــــــي الثقيل الأشطب
والق عــــــدوك بالتحية لا تكن ... منه زمانك خــــــــــــــــــــائفا تترقب
واحـــذره يومـــا ان اتى لك باسما ... فالليث يبـــــدو نـــابه اذ يـــغضب
إن الحقـــــــود وإن تقادم عهده ... فالحقد باق في الصــــــــدور يتجنب
لا خير في ود امــــريء متملق ... حـــــــــــــــــلو اللسان وقلبه يتلهب
يلقاك يحلف انه بك واثقـــــــــــــــــــا ... واذا توارى عنك فهـو العقرب
يعطيك من طرف اللسان حـــــلاوة ... ويــروغ عنك كما يروغ الثعلب
واختر قرينك واصطفيه تفاخــرا ... إن القرين الى المقــــارن ينسب
إن الغني من الرجـــــــال مكرم ... وتراه يرجى مـــــــــا لديه ويرهب
ويبش بالترحيب عند قـــــــــــدومه ... ويقام عند ســــــــــلامه ويقرب
والفقر شين للرجــــال فإنه ... يزرى به الشــــــــــــهم الأديب الأنسب
واخفض جناحك الأقارب كلــهم ... بتذلل واسمــــــــح لهم إن أذنبوا
ودع الكـــــذوب فلا يكن لك صاحبا ... إن الكـذوب لبئس خلا يصحب
وذر الحسود ولو صفا لك مــــــرة ... أبعــده عن رؤياك لا يستجلب
وزن الكــــــــــلام اذا نطقت ولا تكن ... ثرثارة في كــــــل ناد تخطب
واحفــظ لسانك واحترز من لفظه ... فالمرء يسلم باللسـان ويعطب
والســـــــــــر فاكتمه ولا تنطق به ... فهـو الأسير لديك اذ لا ينشب
واحرص على حفظ القلوب من الأذى ... فرجوعها بعـد التنافر يصعب
إن القـلــــــــوب اذا تنافر ودها ... شبه الزجاجة كسرها لا يشعب
وكذالك ســــــر المرء ان لم يطوه ... نشرته ألسنة تزيد وتكـــذب
لاتحـرصن فالحرص ليس بزائد ... في الرزق بل يشقي الحـريص ويتغب
ويظل ملهوفا يروم تحيـــــــــــلا ... والـرزق ليس بحيلة يستجلب
كم عاجــــز في الناس يؤتى رزقه ... رغدا ويحـرم كيس ويخيب
أد الأمــانة والخيانة فاجتنب ... واعـدل ولا تظلم يطب لك مكسب
وإذا بليت بنكبة فاصبر لهــــــــــا ... مـن ذا رأيت مسلما لا ينكب
وإذا أصابك في زمانك شـدة ... وأصـابك الخطب الكريه الأصعب
فادع لربك إنه أدنى لمــــــــــن ... يدعـوه من حبل الوريد وأقرب
كن ما استطعت عن الأنام بمعزل ... إن الكثير من الورى لا يصحب
واجعــــــــــــل جليسك سيدا تحظ به ... حبرا لبيبا عاقــــلا يتأدب
واحـذر من المظلوم سهما صائبا ... واعلم بأن دعاءه لا يحجب
وإذا رأيت الـرزق ضاق ببلدة ... وخشيت فيها أن يضيق المكسب
فارحل فأرض الله واسعة الفضا ... طولا وعرضا شـرقها والمغرب
فلقـد نصحتك إن قبلت نصيحتي .. فالنصح أغلى ما يبـاع ويوهب
خـــذها إليك قصيدة منظومة ... جاءت كنظـم الدر بل هي أعجب
حكم وآداب وجـــــــــــل مواعظ ... أمثالها لـذوي البصائر تكتب
فاصغ لوعــظ قصيدة أولاكها ... طود العلوم الشامخات الأهيب
أعني عليا وابن عم محمد ... من ناله الشـرف الرفيع الأنسب
يا رب صلي على النبي وآله ... عدد الخلائق حصرها لا يحسب
وايضا قال الامام علي:
النفس تبكي علي الدنيا و قد عـلـمـت ***** ان الـسـعادة فـيهـا تـرك مــا فـيـهـا
لا دار للمـرء بعـد الموت يـســكـنه ***** الا التي كان قبـل الـمـوت بـا نـيـهـا
فان بـنـاها بــخــيـر طــاب مســــكــنـه ***** و ان بـنـاهـا بـشـــر خـاب بـانـيـهـا
امـوالـنـا لـذوي المـيـــراث نـجــمـعــه ***** و دورنـا لـخـراب الـدهــر نـبـنـيـهـا
ايـن المــلـوك التـي كانـت مســلطــنـة ***** حتـي سـقاها بكأس المـوت سـاقيهـا
فـكــم مدائــن فـي الآفـاق قـد بـنـيـــت ***** امســت خرابا و أفني الموت اهليهـا
لا تـركـنــن الــي الدنـيـا و مـا فـيــهــا ***** فالمـوت لا شــك يفـنـيـنـا يـفـنـيـهـا
لـكـل نـفــس و ان كانـت عــلـي وجــل ***** مـــن الـمـنـيــة آمــــال تـقــويـــهـا
الـمـرء يبســطها و الدهــر يـقـبـضـهـا ***** و النفس تنشرها و الموت يطويها
انــمـا الـمــكـــارم اخــلاق مــطــهـــرة ***** الـديــن اولـهــا و الـعـقــل ثـانـيـهـا
والـعــلـم ثــالـثـهـا والحـــلـم رابـعـهــا ***** و الجود خامسها و الفضل سادسها
والـبـر ســـابـعـهـا والشـــكـر ثـامـنهـا ***** و الصــبر تاســعها و اللـين باقـيهـا
الـنـفــس تـعــلـم أنــي لا أصــــادقـهـا ***** و لســت أرشـد الا حيـن أعـصـيـهـا
وأعــمـل لـدار غـدا رضــوان خـازنهـا ***** و الـجـارأحـمـد والرحـمـن ناشـيـهـا
قــصــورها ذهـب والمســك طـيـنـثـهـا ***** و الـزعـفـران حشـيـش نـابـت فـيهـا
أنـهـارهـا لبـن مـحـض و مـن عســــل ***** و الخـمـر يـجري رحيقا في مجاريها
والطـير تجـري علي الأغصـان عاكفـة ***** تـســبـح الله جـهــرا فــي مـغــانـيـهـا
من يشتري الدار في الفردوس يعمرها ***** بـركـعـة فــي ظـلام الــليـل يـحيــيـهـا
وقال كرم الله وجهه :
عليك بتقوى الله ان كنــت غافـــلا *** يأتيك بالأرزاق من حــــــــــــيث لا تدري
فكيف تخـــــاف الفقر والله رازقا *** فقد رزق الطير والحــــــــــوت في البحر
ومن ظن أن الرزق يأتي بقــــــــوة *** ما أكل العصفــــــــــــور شيئا مع النسر
تزول عن الدنيــــــا فإنك لا تدري *** إذا جن عليك الليل هل تعيــش إلى الفجر
فكم من صحيح مات من غير علة *** وكم من سقيم عـــــاش حينا من الدهر
وكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا *** وأكفانه في الغيب تنسج وهو لا يدري
فمن عــــــــــاش ألفا وألفين ***** فلا بد من يــــــــــــــــــــوم يسير إلى القبر
ومن اقواله ايضا:
اعمل لدار البقاء رضوان خازنها .. الجار احمد والرحمن بانيها
ارض لها ذهب والمسك طينتها ..... والزعفران حشيش نابت فيها
انهارها لبن محض ومن عسل ..... والخمر يجري رحيقا في مجاريها
والطير تجري على الاغصان عاكفة ..... تسبح الله جهرا في مغانيها
من يشتري الدار بالفردوس يعمرها ..... بركعة في ظلام الليل يخفيها
او سد جوعة مسكين بشبعته ..... في يوم مسغبة عم الغلا فيها
النفس تطمع في الدنيا وقد علمت ..... ان السلامة منها ترك ما فيها
اموالنا لذوي الميراث نجمعها ..... ودارنا لخراب البوم نبنيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها ..... الا التي كان قبل الموت يبنيها
فمن بناها بخير طاب مسكنه ..... ومن بناها بشر خاب بانيها
والناس كالحب والدنيا رحى نصبت ..... للعالمين وكف الموت يلهيها
فلا الاقامة تنجي النفس من تلف ..... ولا الفرار من الاحداث ينجيها
تلك المنازل في الافاق خاوية ..... اضحت خرابا وذاق الموت بانيها
اين الملوك التي عن حظها غفلت .... حتى سقاها بكاس الموت ساقيها
افنى القرون وافنى كل ذي عمر ..... كذلك الموت يفني كل ما فيها
نلهو ونامل امالا نسر بها ..... شريعة الموت تطوينا وتطويها
فاغرس اصول التقى ما دمت مقتدرا ... واعلم بانك بعد الموت لاقيها
تجني الثمار غدا في دار مكرمة ..... لا من فيها ولا التكدير ياتيها
الاذن والعين لم تسمع ولم تره ..... ولم يجر في قلوب الخلق ما فيها
فيالها من كرامات اذا حصلت ..... وياله من نفوس سوف تحويها
قال علي بن أبي طالب أيام الحــرب بينه ومعاوية بن أبي سفيان : ما معــــــــــــاوية بأدهى مني ولكنه يمكر ويغدر ... وما هذه القصة ألا دليل على كلام علي رضي الله عنه
جاء رجل من أهل العراق من الكوفة الى الشام في قافلة للتجارة .. فأدعى رجل من أهل الشـــام أن الجمل الذي مع الكوفي هو ملكا له وأتهمه بالسرقة عند معاويـــــــــة بن أبــي ســفــيــــان وجاء الشامي بأربعين شاهدا ليأكدوا أن الجمل ملكا له بعد أن حلفوا ... فما كان من الكوفــــــــــــــي ألا أن قال: هذه نـــاقـــــــــــة وليـــس جمــــــــــــــل !!! فحكم معاوية بالنــــاقة للشامي رغم معرفته بكذب ما جاء به هو وشهوده ... وبعـــد ذلك أخذ الكوفي بعيدا وأعطاه أضعاف قيمتها بشرط أن يذهــــب الى علــــــــي بن أبي طالـــــب ويخبره بالقصة ويقول له أن معاوية يقاتلك بثمانيـــــــــــــن ألفا من أهل الشام لا يعرفون الفرق بين النــــــــاقــــــــــة والجــمــــــــــل !!!
كان هناك ثلاثة رجال يملكون 17 جملا ،بنسب متفاوته ،فكان الاول يملك نصفها ،والثاني ثلثها ،والثالث تسعها ،ولم يجدوا طريقه لتقسيم تلك الجمال فيما بينهم .وحسب النسب يكون التوزيع كالآتي :
الاول يملك 17÷2=8.5
الثاني يملك 17÷3=5.67
الثالث يملك 17÷9=1.89
فقال لهم الامام علي رضي الله عنه :هل لي باضافة جملي الى القطيع فوافقوا بعد الاستغراب الشديد.
فصار مجموع الجمال 18 جملا وقام بالتوزيع كالاتي :
الاول يملك 18÷2=9
الثاني يملك 18÷3=6
الثالث يملك 18÷9=2
ولكن الغريب في الموضوع ان المجموع النهائي بعد التقسيم يكون ......17 جملا
فاخذ كل واحد منهم اكثر من حقه ،وارجع الامام جمله اليه ....
للامانة منقول